اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم:-
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ﴾ [النحل: ٩٠]
بسم الله الرحمن الرحيم
مع غروب شمس الثامن والعشرين من شهر آب ، لهذا العام /2012/ م ، دخل يوم ميلاد له جديد ، تجاوز فيه سنة بعد إكمال العقد السادس من العمر ، قضى منه أكثر من النصف بعيداً عن بلده ..
وغمرته عناية الله ورعايته ، وفضل اختياره له ، ولطفه به ، ونعمه الحسّيّة والمعنويّة بكلّ أنواعها وأطيافها ، وحسنها وألطافها .. حتّى إنّه لم ير من بؤس الحياة وضرّها ما يستحقّ أن يذكر ، أو يسطر ..
فيطرق قلبه على أعتاب العبوديّة خَجِلاً وَجِلاً ، ويستشعر سؤال الربّ جلّ جلاله وعتابه : « عبدي ! ألم أعطِكَ .؟! ألم أحبُكَ .؟! ألم أكفِكَ .؟! ألم أغنِكَ .؟! ألم .. ألم .. ألم .؟! » أفلا يكون عبداً شكوراً .؟!
ومنذ ما كان في منتصف العمر ، وهو يرقب الموت بين الخطوة والأخرى ، ويمنّي النفس أن يستعدّ للقائه ، كما يستعدّ العروس لعروسه ..
وتلفّه الغفلة ، فيسوّف ما يسوّف .. وتهزّه الفواجع ، فيصحو ويتذكّر .. ثمّ يغفو ، ويغفل ..
ألا ما أعظم نعمة الله ومنّته بما قدّر من العمر ، فما كان يحسب أن سيبلغ نصفه ، أو ثلثيه .. بلهَ أن يتجاوز عقد الستّين ..
وكان عندما يسأل ، وهو في عقد الأربعين عن عمره يقول مازحاً : « هو ماضٍ نحو السبعين أو الثمانين أو التسعين » ، على حسب مقتضى الحال .. وربمّا أخذ السامع الأمر على ظاهره ، وبنى عليه كثيراً من القول ، فكان الموقف طريفاً ..
ويرنو إلى عدّاد الأشهر والسنين ، يمشي ولا يتوقّف ، يمرّ مرّ السحاب ، ويأخذ معه بعض الأحبّة والأصحاب .. ويتّعظ قليلاً بفقد الأحبّة ، وذكريات الراحلين ، وعبر الأحداث والسنين .. وهو في سكرة الهوى ، وداء التسويف .. يعظ ولا يتّعظ ، ويذكّر ولا يتذكّر .. وبين لسانه وعمله بعد كبير ، وخلف مرير ..
ضادِهِم إذ وَنَوا --- وخَلّفكَ الجهدُ إذ أسرَعُوا
وأصبَحتَ تَهدِي ولا تَهتَدِي --- وَتُسمِعُ وَعظاً ولا تَسمُعُ
فيا حَجَرَ الشحذِ حتّى مَتى --- تَسُنُّ الحديدَ ولا تَقطعُ .؟!
ومع إحساس النفس بدنوّ الأجل ، تجدّ في العمل ، ويخفّ تعلّقها بكثير ممّا حولها ، ويقوى نظرها إلى ما تستقبل من أمرها ، وتستشعر التفريط فيما سبق من أيّامها ، ويلهج لسان حالها وقالها في كثير من المواقف : « لو استقبلت من أمري ما استدبرت .. » ..
وتحاول أن تستدرك ما تستطيع .. ولكن هيهات هيهات .! فأنّى لواجب الوقت أن يسمح لغيره بمزاحمته ، أو يعطيه شيئاً من حقّه .؟! وحسبه التوبة والندم على ما فرّط ، والعمل الجادّ فيما هو فيه ..
ثمّ يغفو ويغفو .. وقد نصب له الشيطان والنفس الأمّارة الشرَك بعد الشرَك .. لقد كان يحسب أن صراعه معهما سينتهي بجولة فاصلة ، وضربة قاضية ، وما كان يحسب ، أنّه كلّما تقدّم خطوات على الطريق دهمه إعصار فيه نار ، فزلزل أعطافه ، وأحرق أطرافه ، وصدّه عن سبيله ، وردّه عن غايته ..
ولكنّه لن ييأس أو يستسلم ، وله إقرار بخطيئته ، وحجّة من فطرته ، وأسوة بأبيه آدم في زلّته وأوبته ، ورجاء بفضل الله ورحمته ..
فيا ربّ مغفرتك أوسع من ذنوبي ، ورحمتك أرجى عندي من عملي ..
يا رَبّ قد عَصَفَ الهوَى بكياني --- وسَطا بكَلكلِه على أركاني
وتَنوّعَت ألوانُه وتَعدّدَت --- أوطارُه وغَدوتُ كالحيران
ودُخانُه حَجَبَ البَصيرةَ والهُدى --- فَكَأنّني في غَيبةِ السكران
جَاهَدتُه وحَسِبتُ أنّي غالبٌ --- فعَدا بمَكرٍ لا يُرى بمَكان
أنجُو وأُصرَعُ في مُحيطٍ هادِرٍ --- مِن عَالم الإغراءِ والبُهتانِ
فأزلُّ عَن تَقوَى عَرفتُ طَريقَها --- أوّاهُ مِن ضَعفي ومِن عِصياني
لا حَولَ لي يا رَبّ إنّي عاجزٌ --- فادفَع بحَولِكَ كيدَه الشيطاني
ضَعفِي وخوفي في التِجاءٍ ضَارع --- مَا خابَ مَن يَرجُوكَ باطمِئنانِ
يا أرحَمَ الرُّحماءِ إنّي عَائِذٌ --- بسَوابِقِ التكريمِ وَالإحسَانِ
أنتَ العَليمُ بما أخافُ وأرتَجِي --- وَبسِرّيَ المَكتُومِ والإعلانِ
فاختر لِعَبدِكَ ما تُحبُّ وتَرتَضي --- سَلّمتُ قلبي فاكفِني أحزاني
وامنُن عليَّ بتَوبةٍ مَقبُولةٍ --- واختِم بتَوحِيدٍ وطُهرِ جَنانِ
الجامع يتميز بالإضاءة الطبيعية ويحتاج الى تأهيل للمداخل لتخدم المعاقين.
اللهم أعظم أجرنا وأجر أمتنا بوفاة العلامة #الشيخ_صالح_بن_غانم_السدلان وإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أنزل عليه سحائب الرحمة والعفو والغفران
الصلاة عليه في جامع الجوهره بحي التعاون
إنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..
#وفاه_الشيخ_صالح_السدلان
جامع متميز يوجد به الشيخ صالح بن غانم السدلان. سابقاً والآن ذهب إلى ربه ليومه الموعود فرحم الله رحمة واسعة وأدخله الجنّة إن لله وإن إليه راجعون
جامع متميز في جميع الأنشطة وإمام قرائته رائعة ودروس علمية لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور .صالح بن غانم السدلان
بارك الله فيكم و نفع بكم
لدى الجامع ركز لتحفيظ الاطفال وتحفيزهم للتقدم ، جزى الله العاملين كل خير ونفع بهم الاسلام والمسلمين
جامع ممتاز جدا جدا توجد به الكثير من الانشطة
Great Arabic khutba, heartfelt qira, and translation after salat. A must for all expats in Riyadh